الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده
ليكون للعالمين نذيراً، الحمد لله علّم القران، خلق الإنسان، علّمه البيان،
الحمد لله الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، جعل القرآن هداية للناس، ونبراساً يضيء لهم
الطريق، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأكرم، علّم القرآن فكان خير
معلّم، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين.. أما بعد:
لقد أنزل الله عز وجل هذا الكتاب هدى
ورحمةً وبشرى وضياء ونوراً وشفاءً، ولا ينتفع به إلا من آمن به وقرأه وعمل
بما فيه على الوجه الصحيح، ومن تركه وأعرض عنه كان من الهالكين الخاسرين
الأشقياء قال تعالى : {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء
وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا}
(الإسراء: 82).
وقال تعالى { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (المائدة: 15-16).
وقال تعالى { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (المائدة: 15-16).
أنزله ليؤخذ كلاً لا بعضاً، ليؤخذ معتقداً
وسلوكاً وعبادة ومعاملة وحكماً وتحاكماً، بل وخلقاً وآداباً، ولقد أنزل
الله تعالى في هذا القرآن سورة عظيمة المعنى، كبيرة القدر، تضمنت حقائق
كبيرة من حقائق العقيدة والشريعة المترابطة المتشادة فيما بينها { أَلاَ
لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} (الأعراف: 54).
من سور القرآن العظيمة وكل كلام الله عظيم سورة الحجرات المسماة بسورة الآداب، والتي رغم قصرها النسبي نودي المؤمنون فيها نداءات مباركة، نودوا فيها بأسمى وأطيب الأوصاف وأحبها إلى مسامعهم وأقواها لمساً لمشاعرهم، واستجاشة لقلوبهم، (نداء الإيمان)، نداءات تستحق أن تصاخ لها الآذان، وأن تتقبلها القلوب، وأن تتحرك بمقتضاها الجوارح، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} وسيراً على منهاج رسوله صلى الله عليه وسلم. ولنا مع هذه السورة وقفات مهمة:
من سور القرآن العظيمة وكل كلام الله عظيم سورة الحجرات المسماة بسورة الآداب، والتي رغم قصرها النسبي نودي المؤمنون فيها نداءات مباركة، نودوا فيها بأسمى وأطيب الأوصاف وأحبها إلى مسامعهم وأقواها لمساً لمشاعرهم، واستجاشة لقلوبهم، (نداء الإيمان)، نداءات تستحق أن تصاخ لها الآذان، وأن تتقبلها القلوب، وأن تتحرك بمقتضاها الجوارح، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} وسيراً على منهاج رسوله صلى الله عليه وسلم. ولنا مع هذه السورة وقفات مهمة:
• الوقفة الأولى : التثبت والتبين في نقل الأخبار
يبدأ هذا المنهج التربوي الأخلاقي بهذه
القاعدة التشريعية العظيمة الكبيرة، وبتثبيت هذا المبدأ المهم ألا وهو مبدأ
التثبت والتبين للأنباء والأخبار، فيقول العزيز الغفار جل وعلا: {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا
أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ
نَادِمِينَ} (الحجرات: 6).
إن نقل الأخبار الغير صحيحة تعتبر من أخطر الأسلحة الفتاكة والمدمرة للمجتمعات والأشخاص؛ فكم أقلقت من أبرياء، وكم حطمت من عظماء، وكم هدمت من وشائج، وكم تسببت في جرائم، وكم فككت من علاقات وصداقات، وكم هزمت من جيوش، وكم أخرت في سير أقوام، ولهذا أكد الله سبحانه على التبين والتثبت في نقل الأخبار والرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من نشر كل ما يسمع بل وعده كذبا فعن أبى هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا، أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ».
فليتق الله المسلم، وليأخذ بهذه الآداب – فتبينوا -، ليتق الله من مطيته النيل من الأبرار روايات وأخبار الفجار، وليتذكر أن الإنسان كما يدين يدان – أي يجازى بمثل عمله -.
إن نقل الأخبار الغير صحيحة تعتبر من أخطر الأسلحة الفتاكة والمدمرة للمجتمعات والأشخاص؛ فكم أقلقت من أبرياء، وكم حطمت من عظماء، وكم هدمت من وشائج، وكم تسببت في جرائم، وكم فككت من علاقات وصداقات، وكم هزمت من جيوش، وكم أخرت في سير أقوام، ولهذا أكد الله سبحانه على التبين والتثبت في نقل الأخبار والرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من نشر كل ما يسمع بل وعده كذبا فعن أبى هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا، أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ».
فليتق الله المسلم، وليأخذ بهذه الآداب – فتبينوا -، ليتق الله من مطيته النيل من الأبرار روايات وأخبار الفجار، وليتذكر أن الإنسان كما يدين يدان – أي يجازى بمثل عمله -.
• الوقفة الثانية: الاستهزاء والسخرية
وهذه الآفة من الأمراض الاجتماعية
المنتشرة وبكثرة في مجتمعاتنا إلا من رحم الله، قال الله تعالى: {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن
يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ
خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا
بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ
يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (الحجرات: 11).
قال ابن كثير رحمه الله: (نهى الله سبحانه وتعالى عن السخرية بالناس وهو احتقارهم والاستهزاءُ بهم كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الكبرُ بطر الحق وغمط الناس» (رواه مسلم)، والمراد من ذلك احتقارُهم واستصغارُهم وهذا حرام). انتهى كلامه.
وجاء النهي عن الاستهزاء والسخرية لأنها رذيلة من أخس رذائل البشر وصفةٌ من أقبح صفاتهم، هذا الخلق الذميم يدل على خسة صاحبه ولؤم طبعه وفساد نشأته وانحطاط مستواه.
قال ابن كثير رحمه الله: (نهى الله سبحانه وتعالى عن السخرية بالناس وهو احتقارهم والاستهزاءُ بهم كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الكبرُ بطر الحق وغمط الناس» (رواه مسلم)، والمراد من ذلك احتقارُهم واستصغارُهم وهذا حرام). انتهى كلامه.
وجاء النهي عن الاستهزاء والسخرية لأنها رذيلة من أخس رذائل البشر وصفةٌ من أقبح صفاتهم، هذا الخلق الذميم يدل على خسة صاحبه ولؤم طبعه وفساد نشأته وانحطاط مستواه.
قصة وحقيقة
وتأملوا في هذه القصة التي رواها الإمام
البخاري في صحيحه لتدركوا هذه الحقيقة، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال:
(مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده جالس: ما رأيك في
هذا؟ فقال: رجل من أشراف الناس هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن
يشفع، قال: فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم مر رجل فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: ما رأيك في هذا؟ فقال يا رسول الله: هذا رجل من فقراء
المسلمين، هذا حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال لا يسمع
لقوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير من ملئ الأرض من مثل
هذا)، هل رأيتم أيها الإخوة قوله عليه الصلاة والسلام: «هذا خير من ملئ
الأرض من مثل هذا».
هذا الفقير الوضيع، الذي يراه الناس حقيراً لا قيمة له، كل يسخر به كل (ينكت) عليه ربما يكون عند الله عز وجل أفضل من أهل البلد كلهم، لكنها السخرية والاستهزاء بعباد الله التي أعمت القلوب والعيون عن رؤية هذه الحقيقة.
هذا الفقير الوضيع، الذي يراه الناس حقيراً لا قيمة له، كل يسخر به كل (ينكت) عليه ربما يكون عند الله عز وجل أفضل من أهل البلد كلهم، لكنها السخرية والاستهزاء بعباد الله التي أعمت القلوب والعيون عن رؤية هذه الحقيقة.
أمثلة عن الاستهزاء:
والاستهزاء قد يكون بنظرة أو كلمة أو
إشارة أو محاكاة أو غمز أو همز أو لمز ومرجع ذلك كلِّه إلى القلب فإذا
انعقد على شيء من ذلك وقع المحذور، بل لقد شدد الإسلام في هذا الباب أعظم
التشديد ومنع من التعرض للآخرين بالسخرية والاستهزاء بأي لون وشكل مهما كان
يسيراً ويكفينا ما جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: «قُلْتُ لِلنَّبِيِّ
حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا ــ تَعْنِي قَصِيرَةً ــ فَقَالَ
لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ»
رواه أبو داود والترمذي.
فاحرصوا أيها الأخوة والأخوات عن الابتعاد عن هذا الخُلق الذميم واحفظوا ألسنتكم عن التعرض للناس ففيكم عيوب وللناس ألسن.
فاحرصوا أيها الأخوة والأخوات عن الابتعاد عن هذا الخُلق الذميم واحفظوا ألسنتكم عن التعرض للناس ففيكم عيوب وللناس ألسن.
• الوقفة الثالثة: سوء الظن والغيبة
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا
تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن
يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ
اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (الحجرات: 12).
سوء ظن من الآفات الخطيرة التي توقع المسلم بإخوانه بلا دليل ولا برهان مما يؤدي إلى التدابر والتقاطع والتباغض بين المسلمين.
فكم من العلاقات الزوجية فسدت وانتهت إلى الطلاق وضياع الأبناء بسبب سوء الظن وكم من الأرحام قُطعت وتشوهت علاقات ذوي القربى بسبب سوء الظن.
وكم انقطعت حبال المودة بين الإخوان، وملأت الكراهية قلوب بعضهم على بعض بسبب سوء الظن.
وكم تعدى أناس على الآخرين وآذوهم ورموهم بما هم منه براء بسبب سوء الظن وكم أُتهم بريء في شرفه وذمته وأمانته بسبب سوء الظن.. وكم وكم من الأمور المهلكة بسبب سوء الظن.
يقول ابن كثير: سوء الظن هو التهمة والتخوّف في غير محلّه, وعدم التحقيق في الأمور والحكم على الشيء بدون دليل قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا}
وقال عليه الصلاة والسلام : «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً» متفق عليه.
والمناسبة في اقتران سوء الظن بالتجسس والغيبة وأن سوء الظن ينتهي بصاحبه إلى إدخال الضرر على من أساء به الظن بأي وسيلة فهو يتجسس عليه تارةً ويغتابه تارةً أخرى ويفتري عليه الكذب ثالثه وقد يتسبب في تشويه صورته بين الناس، أو فصله من عمله أو اتهامه بإحدى الجرائم التي لم يقترفها فلذا أمر الله بالتثبت وعدم التسرع في إلقاء التهم بناءً على الظن.
سوء ظن من الآفات الخطيرة التي توقع المسلم بإخوانه بلا دليل ولا برهان مما يؤدي إلى التدابر والتقاطع والتباغض بين المسلمين.
فكم من العلاقات الزوجية فسدت وانتهت إلى الطلاق وضياع الأبناء بسبب سوء الظن وكم من الأرحام قُطعت وتشوهت علاقات ذوي القربى بسبب سوء الظن.
وكم انقطعت حبال المودة بين الإخوان، وملأت الكراهية قلوب بعضهم على بعض بسبب سوء الظن.
وكم تعدى أناس على الآخرين وآذوهم ورموهم بما هم منه براء بسبب سوء الظن وكم أُتهم بريء في شرفه وذمته وأمانته بسبب سوء الظن.. وكم وكم من الأمور المهلكة بسبب سوء الظن.
يقول ابن كثير: سوء الظن هو التهمة والتخوّف في غير محلّه, وعدم التحقيق في الأمور والحكم على الشيء بدون دليل قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا}
وقال عليه الصلاة والسلام : «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً» متفق عليه.
والمناسبة في اقتران سوء الظن بالتجسس والغيبة وأن سوء الظن ينتهي بصاحبه إلى إدخال الضرر على من أساء به الظن بأي وسيلة فهو يتجسس عليه تارةً ويغتابه تارةً أخرى ويفتري عليه الكذب ثالثه وقد يتسبب في تشويه صورته بين الناس، أو فصله من عمله أو اتهامه بإحدى الجرائم التي لم يقترفها فلذا أمر الله بالتثبت وعدم التسرع في إلقاء التهم بناءً على الظن.
• حديث عظيم
أخرج الترمذي عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ
صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فنادي
بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ
يُفْضِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا
تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ
عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ
تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ».
الغيبة من آفات اللسان التي شاعت بين الناس حتى صارت فاكهة كثير من المجالس، إلا من رحمه الله: غيبة المسلمين والطعن في أعراضهم، وهو أمر قد نهى الله تعالى عنه ونفر عباده منه ومثله بصورة كريهة تتقزز منها النفوس فقال جل وعلا: { وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ } (الحجرا: 11).
الغيبة من آفات اللسان التي شاعت بين الناس حتى صارت فاكهة كثير من المجالس، إلا من رحمه الله: غيبة المسلمين والطعن في أعراضهم، وهو أمر قد نهى الله تعالى عنه ونفر عباده منه ومثله بصورة كريهة تتقزز منها النفوس فقال جل وعلا: { وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ } (الحجرا: 11).
ومعنى الغيبة ذكرُك المسلمَ بما يكره في
حال غيبته؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: «أتدرون ما الغيبة؟!»، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «ذكرُك أخاك بما
يكره»، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟! قال: «إن كان في أخيك ما تقول
فقد اغتبتَه، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتَّه». رواه مسلم. أي: إن كان
فيه ما تقول فقد اغتبته بأن وقعتَ في الغيبة المنهيِّ عنها، وإن كان بريئًا
مما تقول فيه فقد افتريت عليه.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما عُرج بي مررتُ بقوم لهم أظفار من نحاس، يخمشون وجوهَهم وصدورَهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟! قال: هؤلاء الذين يأكلون لحومَ الناس، ويقعون في أعراضهم». رواه أبو داود.
وفي الحديث: «الربا نيف وسبعون بابًا، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمَّه، وإن أربى الربا استطالةُ المسلم في عرض أخيه المسلم».
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما عُرج بي مررتُ بقوم لهم أظفار من نحاس، يخمشون وجوهَهم وصدورَهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟! قال: هؤلاء الذين يأكلون لحومَ الناس، ويقعون في أعراضهم». رواه أبو داود.
وفي الحديث: «الربا نيف وسبعون بابًا، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمَّه، وإن أربى الربا استطالةُ المسلم في عرض أخيه المسلم».
فالغيبة انتشر ضررُها، وكثر خطرُها، وصارت
مائدةَ المجالس، وفاكهة المسامرة، وتنفيسَ الغيظ الغضب والحقد والحسد، وقد
يظنُّ المغتاب أنه يستُر بالغيبة عيوبَه وأنه يضرُّ من اغتابه، وما علم أن
أضرارَ الغيبة وشرورَها على صاحبها، فإن المغتابَ ظالم، والمتكلَّم فيه
مظلوم، ويوم القيامة يوقَف الظالم والمظلوم بين يدي الله الحكمِ العدل،
ويناشِد المظلومُ ربَّه مظلمتَه، فيعطي الله المظلومَ من هذا المغتاب
الظالم حسناتٍ، أو يضع من سيئات المظلوم فيطرحُها على المغتاب بقدر مظلمة
الغيبة، في يومٍ لا يعطي والدٌ ولدَه حسنة، ولا صديق حميم يعطي صديقه حسنة،
كل يقول: نفسي نفسي.
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور
صدورنا، وجلاء أحزاننا، اللهم اجعله شفيعاً لنا، وشاهداً لنا لا شاهداً
علينا، اللهم ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، واجعلنا به يوم القيامة من
الفائزين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، اللهم
حبِّب أبناءنا في تلاوته وحفظه والتمسك به، واجعله نوراً على درب حياتهم،
برحمتك يا أرحم الراحمين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على
المرسلين والحمد لله رب العالمين.
لتحميل المطوية
التحميل | |